في تاريخ هذه الصناعة شهدنا لحظات كثيرة تنقسم بين مشاعر كثيرة، منها المفاجأة و الفرحة، و الصدمة و الحزن. في هذا المقال سنحاول سرد 10 لحظات لا تنسى في تاريخ ألعاب الفيديو. هذه اللحظات ليست داخل الألعاب و لكن خارجها، و بين الشركات العظيمة التي قدمت لنا كل ما أحببناه. اللحظات التي سنعيش ذكراها في هذا المقال قد يكون الكثير منكم لم يعرف عنها إطلاقا الى يومنا هذا، لذلك استعدوا لقراءة بعض المعلومات شديدة الإثارة!
سيجا تترك صناعة الأجهزة الى الأبد
سيجا كانت في يوم من الأيام أحد أكبر شركات الألعاب حول العالم، و في جيل السوبر ننتيندو كان جهازها ميجا درايف (جنسس) هو المنافس الحقيفي لننتيندو في السوق. في الجيل التالي دخل سيجا المعركة بجهازها سيجا ساترن، لكن القادم الجديد في حرب الأجهزة شركة سوني و جهازها بلايستيشن أدى الى تحول السيجا ساترن من مقاتل منتظر الى فشل ذريع في تاريخ شركة سيجا، حتى أنها تخلت عنه بسرعة كبيرة. 3 سنوات لاحقا قامت سيجا بإصدار الدريم كاست في 1998 ليصحح الموقف، لكنه فشل فشلا ذريعا في اليابان، و لكن في سبتمبر من العام الذي يليه حقق الجهاز إطلاقا ناجحا في أمريكا و باع 500 ألف جهاز في أسبوعه الأول بعد حملة تسويقية ضخمة من سيجا.
بالنسبة لسيجا الأمر لم يستمر طويلا، و صدور PS2 و المنافسة القادمة من ننتيندو و مايكروسوفت وضعت الشركة في مأزق حقيقي. الديون تراكمت و لم يعد بإمكان سيجا الصمود في سوق الأقوياء. في يناير 2001 نشرت مقالة في أحد الصحف اليابانية تخبر أن سيجا ستقوم بإيقاف صنع الدريم كاست و تطوير ألعاب لأجهزة المنافسين. سيجا أنكرت الخبر في أول الأمر قبل أن تعلن بشكل رسمي تحولها الى شركة طرف ثالث مع نهاية شهر يناير 2001. بالنسبة لكثير من اللاعبين الخبر كان صدمة كبيرة، خصوصا أن دريم كاست كان يملك أفضل إطلاق جهاز في التاريخ ربما و قدم مجموعة من أفضل الألعاب و التي حصلت على ثناء واسع من النقاد. لكن الواقع الأسوأ هو أن سيجا لم تعد يوما الى سابق عهدها منذ تحولها لشركة طرف ثالث في أوائل العام 2001.
سونك أدفانس هي أحد أوائل ألعاب سيجا التي تصدر لأجهزة منافسة عندما تم تطويرها للجيم بوي أدفانس
مايكروسوفت تعلن Final Fantasy XIII للإكس بوكس 360
قبل حضور مايكروسوفت لسوق الألعاب كانت سوني و ننتيندو و سيجا يتنافسون على ألعاب شركات الطرف الثالث و يتباهون بالألعاب الحصرية التي تستطيع أجهزتهم تشغيلها. في الواقع كين كاتوراجي الأب الروحي للبلايستيشن استطاع الحصول و الحفاظ على العديد من الحصريات التي صنعت التاريخ للبلايستيشن، و منها ميتل جير سوليد و ريزدنت ايفل و فاينل فانتسي. بالنسبة لمايكروسفت و عند دخولها سوق الألعاب، لم يكن الأمر بسيطا و لم تستطع كسر ولاء الشركات اليابانية خصوصا لسوني، و هم الذين حققوا أكبر نجاحاتهم على أجهزتها. لذلك اعتمدت الشركة بشكل رئيسي على مطوري ألعاب الـPC لنقل ألعابهم الى الإكس بوكس و تمييز الجهاز بشكل أو بآخر عن المنافسة.
مع الوقت أصبحت أغلب شركات الطرف الثالث الغربية تصدر ألعابها على جميع الأجهزة تقريبا. في اليابان أصبح هناك تحول أكثر بطئا الى هذا التوجه. و ربما صمدت بعض الألعاب القليلة التي بقت حصرية لأجهزة البلايستيشن. لكن في E3 من العام 2008 حصل الأمر الأعظم، و قام رئيس شركة سكوير اينكس اليابانية، أحد أكثر الشركات ولاء لسوني اليابانية خلال الأعوام الطويلة الماضية، بإعلان قدوم لعبة فاينل فانتسي 13 بشكل رسمي الى الإكس بوكس 360. و قد كان هذا الإعلان هو الإنتهاء الغير رسمي لحقبة حصريات الطرف الثالث التي كانت تحكم سوق ألعاب الفيديو لفترة طويلة جدا.
سلسلة ريزدنت ايفل تصبح حصرية للجيم كيوب
ننتيندو ارتكبت غلطة كبيرة عندما عاندت المطورين و أصدرت جهازها Nintendo 64 الذي يعمل على أشرطة الكارتردك بدلا من أقراص CD Rom. هذا الخيار جعل من عملية التطوير على الجهاز صعبة، و اضطر الكثير من المطورين الى التحول الى جهاز بلايستيشن الجديد من سوني. خسارة دعم شركات الطرف الثالث الكبير و التي كانت تصدر ألعاب بكثرة على جهاز سوبر ننتيندو الذي سبقه جهل ننتيندو في موقف محرج على مشارف الجيل الجديد. ننتيندو وعدت بتصحيح الأخطاء مع جيم كيوب، حيث صممته ليستخدم أقراص DVD و أيضا دعمته بتقنية ضخمة و أبهرت الجميع بديمو زيلدا الأولي. لكن حتى و قبل إصدار الجهاز رسميا في الأسواق، كانت الشركة تمهد لمفاجأة أخرى و هذه المرة غير متوقعة.
الجميع لم يكن يعلم أن ننتيندو جادة أكثر مما يبدو بخصوص المنافسة هذه المرة و استعادة صدارتها للسوق، الشركة و قبل إصدار الجيم و تحديدا في مطلع سبتمبر 2001 أعلنت بشكل رسمي في مؤتمر صحفي بالتعاون مع كابكوم أن سلسلة ريزدنت ايفل ستكون حصرية على الجيم كيوب. بالنسبة للجميع كانت الصدمة كبيرة، فسلسلة ريزدنت ايفل بدأت على أجهزة بلايستيشن و حققت نجاحات كبيرة عليه. ننتيندو ردت الدين لسوني و حصلت على واحدة من أهم ألعابها، و أثبتت للجميع كم هي جادة في محاولة المنافسة، للأسف الأمر لم ينتهي بشكل سعيد سواء لكابكوم او ننتيندو في آخر المطاف، الجزء 0 من السلسلة و إعادة إصدار الجزء الأول حققا مبيعات عادية و الجزء الرابع و قبل صدوره أعلن للـPS2. الجيم كيوب أيضا حصل على المركز الأخير في سباق الأجهزة لجيله.
ننتيندو تتعاون مع فيلبس و تترك سوني
كين كاتوراجي الأب الروحي للبلايستيشن بدأ اهتمامه بألعاب الفيديو عندما رأى ابنته تلعب بجهاز سوبر ننتيندو الجديد حينها. كين قام في سوني بتقديم شريحة الصوتيات لجهاز سوبر ننتيندو، مما جعل سوني تدخل في اتفاقية مع ننتيندو لإنتاج طرفية SNES-CD و أيضا انتاج جهاز جديد يحمل اسم سوني و قادر على تشغيل ألعاب سوبر ننتيندو و أيضا ألعاب طرفية SNES-CD الجديدة. هذا الجهاز كان سيسمى البلايستيشن، و لفترة طويلة كان الجهاز في طريقه للصدور و نقل علاقة ننتيندو و سوني الى أبعاد جديدة. لكن ما حصل هو أن سوني كانت تريد السيطرة و ليس فقط التعاون، فالإتفاقية كانت تتيح لسوني الحصول على نسبة كبيرة جدا من حقوق الألعاب لطرفية SNES-CD الجديدة، و هذا الشيء بحد ذاته جعل الإتفاقية على المحك و وضع ننتيندو في طور الحذر و التأهب.
رئيس ننتيندو حينها هيروتشي ياماوتشي أرسل رئيس ننتيندو الأمريكية الى أوروبا لمفاوضة اتفاقية بديلة مع شركة فيليبس، التي كانت حينها منافس سوني الأول في سوق الـCD-ROM. الآن كل شيء أصبح في محله لحدوث الصدمة الكبيرة في سوق الألعاب. في العام 1991 لم يكن هناك معرض E3، فكان CES هو ساحة إعلانات الألعاب الكبيرة في أمريكا. سوني بدأت مؤتمرها أولا، و أعلنت جهاز Playstation الجديد الذي سيكون قادرا على تشغيل ألعاب سوبر ننتيندو و SNES-CS. في اليوم التالي مباشرة أقامت ننتيندو مؤتمرها الصحفي، و أعلنت عن اتفاقيتها مع فيلبس. العلاقات أصبحت في اسوأ أوضاعها، لكن في 1992 تمكنت الشركتين من الوصول لإتفاقية تمكن سوني من إصدار أجهزة تشغل ألعاب سوبر ننتيندو، و تحفظ لننتيندو حقوقها و نسبة الأرباح. للأسف العلاقة كانت في مرحلة غير قابلة للإصلاح. و سوني قررت أخيرا إصدار جهازها الخاص، القرار الذي لم تندم عليه لاحقا أبدا.
سكوير و فاينل فانتسي تعود لنتيندو
كل الأمور كانت تسير على ما يرام بين ننتيندو و سكوير اينكس مع نهاية جيل سوبر ننتيندو، حتى أن سكوير عرضت ديمو تقني للعبة فاينل فانتسي الكثيرون اعتقدوا منه أن اللعبة قادمة الى جهاز ننتيندو القادم. لكن من ضمن الأمور التي أدت الى تخلي الكثير من شركات الطرف الثالث عن ننتيندو كان نظام الكارتردج المكلف، و أيضا أثر هذا الشيء على سكوير. أمر آخر أثر على علاقة سكوير و ننتيندو، أن ننتيندو كانت تفرض قيود معينة على محتوى ألعاب سكوير، و كانت تمنعهم من تضمين بعض المحتويات المناسبة للبالغين أكثر. العلاقة بين الشركتين أصبحت سيئة، و رأت سكوير أن مستقبلها سيكون أفضل مع سوني و جهازها الجديد بلايستيشن. هذا أدى للإعلان عن الجزء السابع من السلسلة الشهيرة لجهاز سوني الجديد. بالنسبة لننتيندو الشركة كان لها كبريائها، و بالتالي ردا على سكوير منعتهم من التطوير على الجيم بوي أدفانس و بالتالي حرمتهم من أرباح ضخمة كان يمكن ان تحققها الشركة في تلك الفترة.
الأمر كان سيئا بالنسبة للشركتين اللتان خسرتا الكثير، من جانب ننتيندو فجهازها 64 لم يحقق نجاحا تجاريا كبيرا يوازي البلايستيشن، و حتى الجهاز الذي تلاه جيم كيوب لم يكن أحسن حظا. سكوير في المقابل كانت محرومة من نصف مبيعات السوق بسبب عدم قدرتها على التطوير على جيم بوي أدفانس المحتكر لهذا السوق، و قامت بمحاولات فاشلة للتطوير على الجهاز المنسي وندر سوان. بالنسبة لياماوتشي رئيس ننتيندو، فهو رحل عن الشركة و قدم ثبت على قراره بوقف العلاقة مع سكوير إن كانت ترفض التطوير لكل أجهزة ننتيندو. ساتورا ايواتا خليفته الشاب لم يكن يملك نفس التوجه، بل بالعكس قام بإقامة علاقة جديدة مع سكوير اينكس، و بعد سنوات من الغياب أعلنت الشركة أنها ستعود الى أجهزة ننتيندو بإصدار ألعاب تحمل اسم فاينل فانتسي على الجيم كيوب و الجيم بوي أدفانس، الخبر الذي سبب ضجة كبيرة في أوساط اللاعبين. ننتيندو و سكوير اصبحت علاقة ربما أقوى من الماضي، و أجهزة ننيتندو لاحقا حصلت على النصيب الأكبر من ألعاب سكوير خصوصا على المحمول، و من ضمنها سلسلة دراجون كويست الرئيسية التي عادت الى موطنها الأصلي على أجهزة ننتيندو.
إصدار سيجا ساترن المفاجيء في 1995
هذه واحدة من القصص التي لا يعرفها الكثيرون، و ربما يتفاجأ البعض عند قراءة تفاصيلها. مع نهاية العام 1994 قامت سوني و سيجا بإصدار أجهزة الجيل الجديد في اليابان، و هي البلايستيشن و الساترن، أما في باقي العالم فكان الكل ينتظر بداية الجيل الجديد. مع أول أيام العام 1995 قام رئيس سيجا الأمريكية بإعلان موعد إصدار الساترن في أمريكا، و هو أول شهر سبتمبر 1995، و سوني قامت بإعلان أن موعد إصدار البلايستيشن سيكون بعد ساترن بأسبوع أيضا في سبتمبر. سيجا و في معرض E3 في مايو 1995 قامت في مؤتمرها الصحفي بصعق الجميع، و أعلنت أن موعد إصدار سبتمبر هو مجرد تمويه، و أن الجهاز سيتوفر في ذلك اليوم نفسه في مجموعة من المتاجر الكبيرة حول أمريكا. سيجا أرادت مفاجأة سوني و سبقها الى السوق دون أن تعطيها فرصة للرد. لكن الخطة التي ظهرت في البداية كحركة جريئة و مؤثرة، قامت بالإنعكاس على سيجا، و أصبحت نكسة و خطأ إداري يتعض منه الكثيرون لاحقا.
سيجا كانت قادمة من جيل الميجا درايف (جنسس)، و شعبيتها كانت كبيرة و الكل ينتظر جهازها، خصوصا مع ألعاب سيجا الأركيدية المجنونة. للأسف إدارة سيجا كانت تفكر بطريقة سطحية و سببت الأضرار للكثير من الأطراف. أولا هناك أربعة متاجر فقط استطاعت الحصول على سيجا ساترن في موعد الإصدار، و بالتالي باقي المتاجر شعرت بالخيانة، حتى أن بعضها إنتقاما رفض بيع الجهاز على الإطلاق، و أعطى المساحة الخالية للأجهزة المنافسة. مطوري الطرف الثالث أيضا شعروا بالخيانة، فألعابهم لم تكن لتجهز قبل موعد سبتمبر السابق، و بالتالي فقدوا الفرصة للإستفادة من يوم الإصدار. البعض قال أن سيجا كانت أنانية، لأن أغلب الألعاب التي توفرت في موعد الإصدار المفاجيء هي من سيجا، و بالتالي الشركة أرادت الإستفادة من فترة ما قبل البلايستيشن لبيع ألعابها. في نهاية المطاف سيجا استطاعت بيع 80 ألف جهاز فقط في فترة الأربعة أشهر التي احتكرتها في السوق، و البلايستيشن حقق 100 ألف في المبيعات في أسبوع واحد فقط. الجهاز اعتبر فشلا تجاريا، و إعلان سيجا عن تطوير دريم كاست في 1997 كان رصاصة الرحمة للسيجا ساترن حول العالم.
مايكروسوفت تحصل على GTA و تنهي حصرية سوني
مع بداية جيل البلايستيشن 2، كانت الألعاب الكبيرة معروفة جدا، و هي لا تخرج عن فاينل فانتسي و ميتل جير و تكن و غيرها من ألعاب المطور اليابان الكبيرة. سوني بسياستها الناجحة مع شركات الطرف الثلاث استطاعت الحفاظ على الألعاب الحصرية الكبيرة. لكن ما لم يكن متوقعا هو أن لعبة طرف ثالث غربية ستظهر و تشتهر و تصبح الأكثر شعبية بفارق شاسع. تلك اللعبة كانت GTA III. بالنسبة لسوني و للجميع، نجاح اللعبة لم يكن متوقعا، لكن فور حدوث ذلك قامت سوني كعادتها بالتوجه الى تيك تو و توقيع اتفاقية تصبح السلسلة بموجبها حصرية حتى نوفمبر 2004، و بالتالي أوقفت إصدار نسخة للإكس بوكس من اللعبة الناجحة. هذه اللعبة و اتفاق الحصرية من سوني كانت كفيلتان بتقديم الإنتصار هذا الجيل مرة أخرى لسوني، و أصبحت سلسلة GTA أضخم سلسلة ألعاب في المبيعات في ذلك الجيل.
لكن تيك تو كانت تريد المزيد، و ضغطت على سوني لتعديل الإتفاقية، و بالنسبة لسوني لم يكن لها خيار في الموضوع، خصوصا أن خسارة لعبة GTA سيكون مؤثرا جدا في حال غضبت تيك تو. في 2003 تم تعديل الإتفاقية، و بموجب ذلك تم إعلان لعبة Grand Theft Auto: Double Pack للإكس بوكس. هذا القرار كان مهما جدا، و الإكس بوكس كان في مستوى متصاعد و الحصول على أهم لعبة في السوق كان شيئا مثيرا، خصوصا أن اللعبة استطاعت تقديم تحسينات في المظهر بسبب مواصفات الإكس بوكس المتفوقة على البلايستيشن و إن كانت بشيء طفيف. لاحقا تم إصدار Grand Theft Auto: The Trilogy و التي تحوي جميع الإصدارات الثلاثة في ذلك الجيل في حزمة واحدة. لاحقا أصبحت سلسلة GTA تصدر على أجهزة إكس بوكس في نفس الوقت مع بلايستيشن، و انتهت حكاية الحصرية الى يومنا هذا.
الكشف عن زيلدا الواقعية في E3 2004 و الجمهور المجنون
كل جماهير ننتيندو كانت تنتظر اللحظة التي تظهر فيها لعبة زيلدا للجيل الجديد، جيل الجيم كيوب المتقدم تقنيا، خصوصا مع استخدام الـDVD و المساحة الكبيرة التي يقدمها. في معرض سبيس وورلد 2000 تم كشف ديمو تقني للجيم كيوب يظهر فيه لنك في قتال مع جانون دورف، و سميت اللعبة حينها بـLegend of Zelda 128. تلك اللعبة كانت مثل الحلم لجميع عشاق السلسلة، الكل كان يترقبها و يتأمل منها أن تكون أفضل لعبة في التاريخ، هذا أقل شيء يمكن أن يتوقعه شخص بعد أوكارينا أو تايم. بالنسبة لننتيندو فالأمر كان مختلف، و رأت الشركة أن توجه السلسلة الجديد هو للرسوم الكارتونية، و تم لاحقا كشف لعبة ويند ويكر التي استقبلت ردود فعل سلبية غاضبة. اللعبة صدرت لاحقا و كانت لعبة ممتازة بكل المقاييس، لكن تم خذل الكثير من اللاعبين الذين كان يبحثون عن زيلدا واقعية تعكس طموحات الجيل الجديد المتطور تقنيا.
ننتيندو وضعت نفسها في فوهة البركان عندما كشفت هذه اللعبة في سبيس وورلد ثم أصدرت ويند ويكر بدلا عنها
بعد ذلك كان من المفترض كشف ويند ويكر 2 من قبل ننتيندو، لكن بعض العوامل أدت الى تغيير الخطة. من تلك العوامل كان أداء ويند ويكر الأقل من المتوقع في السوق الأمريكي، حيث قامت ننتيندو أمريكا حينا بمحاولة إقناع ماياموتو و انوما بتقديم لعبة زيلدا مناسبة أكثر للبالغين. ننتيندو قررت أن تفعل ذلك بعد الضغوطات الكبيرة من كل مكان، و كان هدف ماياموتو و انوما تقديم لعبة تستطيع التفوق على أوكارينا أو تايم و تحقيق الأشياء التي عجزت عن فعلها. في E3 2004 تم كشف اللعبة في عرض مفاجيء مع نهاية مؤتمر الشركة الكبيرة، تلك اللحظة يعتبرها الكثيرون أكثر لحظة حماسية في تاريخ المعرض الشهير. الكل بدأ يتكلم عن لعبة زيلدا الجديدة و تحقق الحلم أخيرا. ننتيندو بسبب نهاية جيل جيم كيوب و تأخر اللعبة، قررت إصدارها لتكون أيضا لعبة إصدار لجهاز ننيتندو وي الجديد عندما صدر في أمريكا في العام 2006.
مايكروسوفت تشتري رير من ننتيندو
ربما تعتبر RARE من أفضل شركات الألعاب البريطانية في التاريخ، إن لم تكن الأفضل. ننتيندو كانت منبهرة بما يقدموه حتى اشترت 49% من حصة الشركة، و بقت 51% من الأسهم الباقية في يد الأخوين المؤسسين لرير. الشركة عرف عنها كل ما تريد شركة ألعاب سماعه، و هي ألعاب على مستوى فني عالي، و أيضا مبيعات و أرقام ضخمة. ننتيندو من ثقتها في الشركة أهدتهم شخصية دونكي كونج لتقديم لعبة مبنية عليه، و تم تطوير دونكي كونج كونتري على السوبر ننتيندو لتصبح ثاني أكثر لعبة مبيعا على الجهاز بـ8 ملايين نسخة، و لتحصل على ثناء خيالي من النقاد و العديد من الجوائز. لاحقا لعبة جولدين لم تكن فقط نجاحا فنيا و تجاريا، بل كانت اللعبة التي قدمت ثورة و غيرت عالم ألعاب التصويب من منظور الشخص الأول الى الأبد.
مؤسسا الشركة كانا يريدان التخلص من أسهم الشركة التي تخصهم، ننتيندو رفضت شرائها، و بدأ الأخوان بالبحث عن مشتري. مايكروسوفت تقدمت لذلك، و بالتالي اضطرت ننتيندو لبيع حصتها في الشركة لأنها لم تعد مفيدة، فننتيندو لن تملك أسهما في شركة ستطور ألعابها بشكل حصري لمايكروسوفت. البعض قال أن ننتيندو رمت رير لأنها انتهت، و أن الشركة لم تكن لتنجح أو تحقق أي شيء دون اشراف ننتيندو، البعض الآخر قال أن مايكروسوفت ربحت بشراء أحد أهم مطوري ننتيندو. الصفقة كانت صدمة كبيرة، و المبلغ الذي دفعته مايكروسفت كان غير مسبوقا في الصناعة و وصل الى $375. في نهاية المطاف الكثير أصبح ينظر للصفقة بأنها من أكبر المقالب في تاريخ الصناعة، و أن ننتيندو ربحت كثيرا بالمبلغ الذي حصلت عليه من بيع الشركة. رير أصبحت عنصرا غير مؤثر في سوق الألعاب للأسف، و لم تستطع الشركة تحقيق أي نجاح فني أو تجاري على أجهزة إكس بوكس الى يومنا هذا.
سوني تكشف سعر البلايستيشن الأول و تحطم سيجا
جهاز بلايستيشن كان دخول سوني الحقيقي و الرسمي الى سوق ألعاب الفيديو، لكن يجب عليها منافسة العمالقة للنجاح، و هما ننتيندو و سيجا، لكن ما لم يكن يتوقعه أحد هو أن ننتيندو و سيجا هما من سيخطئان، و هما من سيفرشان الطريق بالورود لسوني كي تحقق المركز الأول في ذلك الجيل. في نفس هذه المقالة تحدثنا سابقا عن أن خطأ ننتيندو كان عدم استخدام أقراص الـCD، و أيضا تحدثنا عن خطأ سيجا الكبير، و الذي كان في E3 1995 عندما أعلنت بشكل مفاجيء إصدار سيجا ساترن في الأسواق الأمريكية. مؤتمر سيجا حقق جزئا من المبتغى، و أصبح الجميع يتحدث عن الإصدار المفاجي للساترن. مقدمي مؤتمر سوني كانوا في وضع حرج، خصوصا أن أحدا لن يهتم كثير بمعلومات عن جهاز سيصدر خلال 4 أو 5 أشهر، فحديث الساعة هو ساترن الذي يستطيع الجميع شرائه في نفس اليوم من الأسواق.
سوني استطاعت أن تفاجيء الجميع في مؤتمرها، و استطاعت سرقة كل أضواء سيجا في ثواني. هناك لا مجال للشك أن البلايستيشن كان جاهزا للمنافسة، و كان يحمل مجموعة ألعاب أركيد رائعة من نامكو حينها في مقدمتها ريدج ريسر. لكن كيف تستطيع سرقة الأضواء من سيجا و إعلانها الغير متوقع، و الذي لا يوفر وقتا لردة فعل مؤثرة. كل ما حتاجته سوني هو عدة ثواني و خمس كلمات. Steve Race رئيس سوني كمبيوتر الأمريكية وقتها تم دعوته الى المنصة في منتصف مؤتمر سوني، و الكل كان يتوقع أن يقوم بالحديث لفترة عن الجهاز و ما يمكن توقعه. لكن Steve حينها رمى الأوراق التي بيده، و صعد المنصة ليقول في المايكروفون مجرد “$299″ و يعود من حيث أتى. Race و هي في طريق عودته لكرسيه لم يكن يسمع الا أصوات التصفيق الحار. سوني فاجأت جميع المحللين بسعر أقل من المتوقع لجهازها الجديد، و بالتالي أصبح أرخص من منافسه ساترن بـ$100 كاملة. البلايستيشن في النهاية حقق نجاحا كبيرا جدا عنده إصداره في أمريكا، و قد استطاع مسبقا توجيه الضربة القاضية الى سيجا حتى قبل صدوره بإعلان السعر في E3 1995.
No comments