بحث

تابعونا من خلال شبكات التواصل الاجتماعى

Tuesday, May 6, 2014

لعبة thief كتاب مفتوح لكم

يوجد ألعاب نحتاج للتعرف أكثر على  تفاصيلها وفكرتها والآن دور التعرف أكثر وأكثر على اللعبة الرائعة Thief
يالا بقا نبدا من غير كلام كتير
Thief هي لعبة تجسس من منظور الشخص الأول، صدر الجزء الأول منها في 1998 تحت اسم Thief: The Dark Project، ظهرت في وقت كانت معظم ألعاب منظور الشخص الأول تتمحور حول الأكشن والتصويب، تميزت عن غيرها بأنها تركز على التجسس والوصول لأهدافك بالتخفي، حصلت اللعبة على مراجعات مرتفعة جدًا حيث وصلت وسطيًا إلى 92/100، تتميز السلسلة بأجوائها الخاصة وتعطيك تجربة مختلفة عن باقي الألعاب في ذلك الوقت.

الجزء الجديد من السلسلة جاء بعد انقطاع عشر سنوات، حيث صدر الجزء الثالث والأخير في 2004، كان على المطور تحديان بالغا الأهمية في هذا الجزء لكي ينجح بإعادة تعريفها بالطريقة المطلوبة: كيف يقوم بإعادة تقديم الجزء الجديد محافظًا على جذور السلسلة وأفكارها الأصلية أولاً، وكيف يقوم بتحديث السلسلة بحيث تواكب جيلها الحالي ثانيًا، من المهم ذكره أن عملية التطوير خضعت لعديد من التعديلات بناءً على طلبات الجماهير، كان الستديو ينوي تغيير منظور اللعبة من مظور الشخص الأول إلى منظور الشخص الثالث وتقديم أسلوب لعب يقلل التركيز على التخفي ويزيد مقدار الأكشن، لحسن الحظ تراجع المطور عن العديد من التعديلات التي كانت ستأخذ اللعبة باتجاه مختلف عن الأجزاء السابقة وذلك بفضل طلبات جماهير السلسلة وتوجيهاتهم، هل نجحت اللعبة بالمحافظة على أفكارها الأصلية وبنفس الوقت تمكنت من تقديم نفسها بطريقة معاصرة؟ يمكنني القول بأنها نجحت في أحدهما وتعثرت في الآخر.

في البداية تعطيك اللعبة خيار تخصيص الصعوبة على رغبتك، هذا الخيار الذكي يتيح لك تفصيل تجربتك الخاصة ولعب اللعبة على قوانينك، تعطيك اللعبة نقاطًا أكثر كلما زادت هذه القوانين صعوبة، يمكنك إلغاء خواص من اللعبة لجعلها مشابهة بالأجزاء القديمة أو على العكس، تم تقييم اللعبة على طور الصعوبة المتوسط لكي نختبر التجربة الافتراضية.

فكرة اللعبة تكمن في الوصول إلى أهدافك ومحاولة تجنب الأعداء، ستتحكم بشخصية garrett، لص محترف وذو شهرة كبيرة في مدينة فاسدة مليئة بالقمع والفقر، الظلال في اللعبة هي حليفتك بالتخفي ويمكنك البقاء فيها من دون أن يراك أحد، اخرج إلى النور وستفقد قدرتك على التسلل، معظم مهماتك في اللعبة تنطوي تحت هدف السرقة، يمكنك سرقة كتاب مهم أو خاتم ثمين، كما يمكنك سرقة أي شيء تراه في طريقك: محفظة أو أو مقص أو سكين أو عطر، كل شيء في اللعبة له قيمة وستجد نفسك تبحث بالخزائن والزوايا وحتى على أرصفة الطريق عن أي شيء ذو قيمة، يمكنك بعد تجميع نقود كافية لتطوير قدراتك أو أدواتك، يمكنك أيضًا سرقة الأشخاص أو الجنود من حولك.

تعطيك اللعبة تحكمًا رائعًا على محيطك وإحساسًا عاليًا بالتفاعل مع البيئة حولك، يمكنك النظر من خلال ثقوب الأبواب أو الجدران، يمكنك إطفاء ضوء الشمعة أو أنوار الغرف لاستغلال الظلال، يمكنك النظر والاختباء خلف زوايا الجدران، يمكنك القفز بين أسطح الأبنية وتجاوز الحواجز بشكل مشابه لAssassin's Creed، عن طريق زر الإكس يمكنك التحرك بسرعة وهدوء بين ظل إلى آخر وستجد أنها حركة مفيدة هنا، طريقة التحكم هي من أفضل العناصر التي أبدعت Thief من خلالها واستطاعت إضافة جانب ممتع.

هناك ميزة رائعة في اللعبة إذا لعبت نسخة البلاي ستيشن 4 (النسخة التي استخدمناها في مراجعتنا هذه)، فمن خلال بقائك في الظل ستنير يد التحكم بالأزرق، إذا خرجت إلى النور في منطقة يمكن للحراس رؤيتك فيها ستنير يد التحكم بالأبيض لتنبيهك، هذه الميزة تعتبر من أفضل استخدامات يد تحكم البلاي ستيشن 4 على الإطلاق لأنها تضيف لك عنصر تفاعل جديد وتغير لك إضاءة الغرفة إذا كنت تلعب في في غرفة مظلمة لتشعر بأن غرفتك أضاءت، من المزايا الأخرى الحصرية لنسخة البلاي ستيشن 4 هي استخدام شاشة اللمس للاختيار بين أدواتك وأسلحتك.

تصميم البيئة في Thief هي العنصر الآخر الذي قدمته بطريقة جيدة، تتميز المدينة المظلمة بالعديد من الأبواب والشبابيك المتلاصقة والأسطح المتجاورة، على الرغم من أن اللعبة تقدم عالمًا مفتوحًا إلا أنها تحافظ على تماسك المهمات والقصة عن طريق جعل اللعبة أكثر خطية وتوجيهك إلى مهماتك في البداية، يمكنك سماع العديد من الحوارات بين سكان المدينة لتصف لك مقدار المعاناة والفقر والفساد، عندما تدخل إلى مكانٍ ما لتنجز مهمتك لن تقوم اللعبة بإخبارك عن مكان مهمتك وإنما ستتركك لتستكشف وجهتك بحرية في معظم الأوقات، تصميم الأماكن الداخلية في اللعبة أشبه بالمتاهة بممرات كثيرة وغرف جانبية، تعطيك اللعبة كمية كبيرة من الألغاز التي ستتحداك بلا شك.

رسوم اللعبة متأخرة عن وقتها ولن تبهرك، هي ليست سيئة أبدًا ولكنها لا تقترب من مستوى الرسوم التي نراها في كثير من ألعاب اليوم، ستلاحظ العديد من الأخطاء على مستوى الرسوم، تداخل رقبة شخصية ما مع حبل المشنقة هو أحد الأمثلة على أخطاء تقنية من ألعاب البلاي ستيشن 2، اللعبة على البلاي ستيشن 4 تعمل بدقة 1080 وبسرعة 30 إطار/الثانية ولكن من الوارد أن يهبط عدد الإطارات إلى أقل من ذلك في العديد من مناطق اللعبة، بالمقارنة مع البلاي ستيشن 4 تعمل نسخة الإكس بوكس ون بدقة 900 وبسرعة 30 إطار/الثانية، من أسوأ أجزاء اللعبة هو المقاطع السينمائية التي تعاني من تدني ملحوظ بالمستوى، للأسف لم يبذل المطور أي جهد لصقل العروض السينمائية وتركها على عيوبها، حتى أن صوت الحوارات في بعض المقاطع السينمائية غير واضح بسبب علو صوت الموسيقى عليه!

تماشيًا مع تركيز الأجزاء السابقة من السلسلة على القصة العميقة، يحاول هذا الجزء رواية قصة مثيرة للاهتمام، تقدم Theif شخصيات مصممة بطريقة جيدة، البطل Garrett يضيف العديد إلى القصة ويتميز بشخصية أنانية وجشعة مع قليل من الأخلاق التي تستغرب وجودها في لص محترف، كذلك الأمر مع معظم الشخصيات التي ستصادفها فالحوارات ذكية وناضجة، من الجيد أن القصة تتميز بعدة طبقات، فهناك المدينة التي انتشر بها مرض الـGloom، ثورة من سكان المدينة على قمع السلطات، الملاحظات المكتوبة والتي يمكنك جمعها وقراءتها في أنحاء المدينة تضيف عمقًا إضافيًا على القصة من دون أن تجبرك على ذلك، لكن مع كل هذه الجهود لا تتوقع من Theif أي جديد على صعيد رواية القصص الاعتيادية.

الأداء الصوتي هنا جيد والحوارات ذكية، الموسيقى مميزة ومتناسبة مع جو اللعبة، ولكن هناك أخطاء في تقنية الصوت على الرغم من أن ألعاب التجسس بأمس الحاجة إلى تقنية صوتية يعتمد عليها، من الممكن أن يختفي الصوت فجأة، من الممكن أن تسمع حوارات متكررة طوال اللعبة، مصدر الأصوات لا يدل دائمًا على مكانها الحقيقي، من الممكن أن ترى اصطدام على الشاشة من دون أن تسمع له صوتًا أو تسمعه من اتجاه مختلف!

إذا مات Garrett فعليك انتظار شاشة التحميل الطويلة كل مرة، لن يمنعك ذلك من الاستمتاع باللعبة ولكنه دليل على عدد كبير من أخطاء اللعبة التقنية، مثلًا: إذا قتلت جنديًا بين مجموعة من الجنودالمجاورين لن يتساءل أحدهم عن اختفاء صديقه، بل سيكمل مشيه وكأن الأمر طبيعي، الذكاء الاصطناعي في اللعبة لا يمكن تسميته بالذكاء مطلقًا، فكثير من الأحيان سيمشي الجندي بقربك ولن ينتبه عليك لمجرد أنك مختبئ بالظل، قد تطفئ الضوء أمامه ليستغرب قليلًا ويعود لعمله من دون إعادة تشغيله.

أما عندما يكتشف الجنود مكانك فهنا تظهر عيوب اللعبة بوضوح، سيطاردك الجندي قليلًا ويتركك إذا ابتعدت عن نظره مباشرة، ليس هناك أي محاولة بين الجنود للتنسيق على كيفية الوصول إليك وفي كثير من الأحيان ستستغرب من غباء الأعداء وضعف التحدي في اللعبة مما قد يفسد الحماس والترقب أثناء اللعب، ناهيك عن الصعوبة الزائدة والغير عادلة في المناطق الأخيرة من اللعبة.

لاتقدم Thief طور لعب جماعي ولكنها توفر لائحة صدارة Leaderboard، لكي تتنافس مع أصدقائك عبر تجميع نقاط من طور القصة، يوفر لك ذلك قابلية إعادة لعب كبيرة، هناك العديد من المهام الجانبية التي من الممكن أن تشغلك عن القصة الرئيسية، محاولة تجميع الكنوز النادرة وسرقتها بالإضافة إلى أن طور الصعوبة القابل للتخصيص يطيل عمر اللعبة وقابلية إعادتها.

Thief هي مثال جيد على لعبة تقدم أفكار مبدعة ومبتكرة كانت تستطيع تغير ألعاب التجسس للأفضل، ولكنها لم تصل إلى كامل إمكانياتها بسبب سوء التنفيذ وضعف البرمجة، أسلوب اللعب في غاية المتعة وتنفرد بأسلوب تحكم انسيابي وعبقري، العالم في Thief سيأخذ منك ساعات طويلة لكي تستكشفه وتنهي جميع المهمات الجانبية، لقد نجح المطور بالاحتفاظ بجذور اللعبة من دون تجريدها من عناصرها الأساسية واستطاع تجنب الإغراء بجعل اللعبة أكثر أكشن ولكنه لم يتمكن من تقديم لعبة بمستوى تقني يجاري ألعاب اليوم، ستتمنى لو أنه نفذ اللعبة بعناية أكثر وبذكاءٍ اصطناعي أكثر تطورًا لكي ترى إمكانياتها الرائعة.

No comments

جميع الحقوق محفوظة لــ مدينة الألعاب 2015 ©