Halo وأسرار نسختها الأولى

بتاريخ الألعاب هنالك تلك المجموعة من الألعاب التي وضعت الأسس و المفاهيم لكل شئ جاء بعدها وأطلقنا عليها لقب ألعاب “ثورية”، ولكن وبكل تأكيد ليست كل الألعاب ثورية فهنالك مجموعة كبيرة من الألعاب أتقنت وبمهارة كل شئ قدمته بل
وكانت ثورة من نوع مختلف تماما ونهضت بصناعة الألعاب بتقديم تجربة ممتازة فتحت الباب لسوق الألعاب للتوسع بشكل أكبر ويمكن وصف هذه المجموعة بإسم “تطور”، هنا يمكننا أن نصنف لعبة فريق التطوير بنجي و مايكروسوفت الشهيرة “هيلو”، لعبة التصويب التي فتحت الباب على مصراعيه لمحبي العاب التصويب بالإنتقال من سوق الألعاب على أجهزة الحاسب الشخصي لسوق الأجهزة المنزلية.

اليوم بفقرة “أسرار النسخة الأولى” نتعرف على قصة تطوير لعبة “هيلو”، كيف كانت وكيف أصبحت ولماذا تحولت لرمز بصناعة العاب الفيديو رغم كونها لم تقدم الثورة ولكنها بكل تأكيد قدمت التطوير، إذا لنبدأ رواية القصة:

- Steve Jobs يكشف لنا عن اللعبة رسميا!

من المثير جدا أن نعلم بأن اللعبة التي وضعت إسم مايكروسوفت بخريطة عالم العاب الفيديو بأفضل شكل ممكن تم الكشف عنها من قبل الرئيس التنفيذي لشركة Apple المنافس الاكبر لمايكروسوفت وبمؤتمر Macworld Conference & Expo بالعام 1999، Steve Jobs صعد على المنصة حينها لإستعراض قدرات أجهزة الماك الجديدة ومع ذلك الكشف رسميا عن لعبة Halo من فريق التطوير بنجي للمرة الأولى:

اللعبة كانت ستصدر لأجهزة الماك و الويندوز وقبل ذلك الكشف كانت مجموعة من الإعلاميين قد تحصلوا على فرصة لمشاهدة اللعبة خلف الستار بمعرض E3 من العام 1999 وأثارة الكثير من الإعجاب و الفضول حينها ولكن لم يسمح لأي شخص بالحديث عن مشروع اللعبة حتى بعد مؤتمر شركة ابل بشهر يوليو وبعد معرض E3 بشهر واحد فقط،حينها اللعبة لم تكن لعبة تصويب وإنما كانت لعبة إستراتجية تدور بعالم خيال علمي ضخم.

- اللعبة تتحول إلى لعبة أكشن بمنظور ثالث! ومايكروسوفت تشتري Bungie

بعد إستعراض اللعبة الأولي بالعام 1999 إختفت اللعبة تماما من الساحة، حينها ظهرت الكثير من الشائعات عن تنافس للحصول على حقوق اللعبة من عدد من الشركات بينما كان فريق التطوير بنجي يعيد الخطة بالكاملبإعادة صناعة اللعبة من لعبة إستراتجية إلى لعبة أكشن بمنظور شخصي ثالث وبالفعل بمعرض الترفيه الإلكتروني E3 بالعام 2000 تم إستعراض اللعبة مجددا كلعبة اكشن ثلاثية الأبعاد:

مايكروسوفت تستحوذ على بنجي ولعبة "الأكشن" هيلو

بعد أيام قليلة من نهاية معرض E3 أعلنت مايكروسوفت رسميا عن إستحواذها لفريق التطوير Bungie ومع ذلك باتت الشركة تملك حقوق إسم لعبة Halo وبدأ فريق التطوير من تحويل اللعبة من أجهزة الحاسب الشخصي لجهاز مايكروسوفت المنزلي الجديد Xbox لتكون واحدة من العاب الإصدار للجهاز معلنة دخول مايكروسوفت رسميا لسوق العاب الفيديو.

- Halo تتحول إلى لعبة تصويب بمحرك جديد بالكامل! ووداعا لطور اللعب على الشبكة

لاشك بان لعبة هيلو قد مرت بمرحلة تطوير طويلة جدا قبل إصدارها، فكرة تحويل اللعبة للمنظور الثالث لم تستمر طويلا وعاد فريق التطوير بنجي مجددا لطاولة التخطيط، حان وقت وضع الخيارات الأخيرة ومع تعديلات محرك اللعبة المستمرة وجد الفريق بأن الخيار الأنسب هو بتحويل اللعبة إلى لعبة تصويب بالمنظور الأول و بالفعل تم إعادة بناء محرك اللعبة مجددا ليتناسب مع التصميم الجديد لها وباتت اللعبة بشكل رسمي هي لعبة تصويب بالمنظور الأول:

تصاميم أوليه لبطل اللعبة ماستر شيف

المشكلة الوحيدة أن فكرة اللعبة الرئيسية بكل تصاميمها السابقة كانت تعتمد كثيرا على طور اللعب على الشبكة، مايكروسوفت لم تكن قد انهت العمل بعد على شبكة الـXbox Live ولذلك تم إلغاء فكرة اللعب الجماعي على الشبكة بهذا الجزء رغم رغبة بنجي الكبيرة بخوض هذه التجربة إيمانا منهم بان المستقبل يكمن بهذا النوع من اللعب الجماعي بالمستقبل القريب، اللعبة تم عرضها بمعرض Gamestock مع إنطباعات متوسطة من اللاعبين ولاحقا بمعرض E3 2001 وحازت حينها على الكثير من الإهتمام من قبل الإعلام واللاعبين على حد سواء.

- اللعبة لم تكن مرشحة لتكون العنوان الأهم مع إصدار الـXbox الأول!

رغم كون Halo هي عنوان مايكروسوفت مع إطلاق جهازها الجديد ولكن صدقوا أو لاتصدقوا فاللعبة لم تكن أبدا هي العنوان الذي تراهن عليه الشركة للنجاح وتضع الإهتمام الأكبر له أو كما يتم وصف اللعبة بـflagship، السبب خلف ذلك كان بسبب المخاوف من الإنطباعات المختلفة جدا من الإعلاميين حول مشروع اللعبة ولكن Ed Fries نائب رئيس قسم الألعاب بالشركة راهن كثيرا على اللعبة و أجبر مسؤلي مايكروسوفت بإبرازها كالعنوان الأهم وحتى شعار الجهاز الأخضر تم ربطه بشعار اللعبة ككل.

نجاح ضخم ونسخة خاصة من الجهاز للعبة

اللعبة صدرت بالأسواق جهاز الاكس بوكس الأول بالعام 2001 وحققت نجاحا كبيرا بسوق الألعاب وبات إسم هيلو من جينها واحد من الأسماء الضخمة جدا بصناعة العاب الفيديو حتى وقتنا الحاضر و نذكر أن الجزء الرابع من السلسلة الذي صدر بالعام الماضي هو الأكثر نجاحا ومبيعا بتاريخها مما يدل على الشعبية الكبير لهذه السلسلة حتى بعد سنوات من بدايتها.

إذا كانت هذه هي رحلتنا مع “أسرار النسخة الأولى Halo” ولاشك بأن النجاحات الضخمة التي حققتها اللعبة فتحت أعين جميع مطوري العاب التصويب لسوق الألعاب وباتت هذه اللعبة هي الرائدة بهذا المجال رغم صدور الكثير من الألعاب المنافسة، حى نلقاكم بمقال قادم نستودعكم الله.