كيفية سقوط Squaresoft؟

 نعود لكم مجددا بمقال “قصة من تاريخ الألعاب” بعد غياب طويل لنروي لكم واحدة من صفحات تاريخ العاب الفيديو الشهيرة واليوم نتحدث عن قصة “سقوط شركة Squaresoft“، كيف حدث ذلك؟ ماهي الأسباب؟ ومن هم أبطال الرواية؟

حسنا في البداية يجب أن نوضح شيئا مهما، الحديث هنا ليس عن سقوط بمستوى الإنتاجات والألعاب أو غير ذلك، الحديث هنا عن السبب الرئيسي حول إندماج شركة سكوير سوفت مع إينكس بالعام 2003 وكيف كانت سكوير سوفت على حافة الإفلاس بواحدة من أشهر القصص بتاريخ شركات الألعاب والنتائج المترتبة على تلك الأحداث حتى يومنا الحاضر، إذا لنبدأ الحديث ونتعرف على القصة:

- الفصل الأول من القصة: البداية المتواضعة!

قبل أن نصل للحديث عن “سقوط” سكوير فسوفت لنتحدث قليلا عن تاريخ الشركة، Squaresoft تأسست بالعام 1986 كشركة تطوير العاب مقرها مدينة يوكوهاما اليابانية من قبل Masashi Miyamoto، بداية تاريخ الشركة مع العاب الفيديو كانت مع لعبة The Death Trap و الجزء الثاني منها بعنوان Will: The Death Trap II واللعبتان كانت من تصميم الموظف الجزئي بالشركة Hironobu Sakaguchi على جهاز الـNEC PC-8801:

من هنا كانت البداية

كباقي الشركات اليابانية ومع النجاح الكبير لجهاز ننتندو المنزلي الأول “الفاميكوم” قررت سكوير حينها دعم الجهاز أولا بنقل واحدة من مشاريعها السابقة بعنوان Thexder للجهاز بقيادة Sakaguchi الذي بات الأن موظفا رسميا بالشركة ويشغل منصب مدير التطوير والتخطيط لدى الشركة ومع النتائج المخيبة لكافة إصدارتها تم نقل مقر الشركة للعاصمة اليابانية طوكيو بالعام 1987، الشركة باتت تعاني ماليا وحينها تدخلت ننتندو لمساعدة الشركة على العمل بمشروع لعبة Final Fantasy المستوحاه من نجاح لعبة دراجون كويست في اليابان من قبل Sakaguchi لتكون “الحلم الأخير” للشركة قبل الإفلاس وتمكنت اللعبة من تحقيق النجاح الذي أعاد الشركة للواجهة.

أكثر من 400 ألف وحدة من اللعبة تم بيعها بأسواق اليابان وتنفست سكوير سوفت الصعداء أخيرا فباتت تملك إسم ناجح بالأسواق اليابانية أخيرا بعد سلسلة طويلة من المشاريع الفاشلة “تجاريا”:

الخيال الأخير كانت المنقذ

نجاح فاينل فانتسي الكبير فتح الباب للشركة للعمل على المزيد من العناوين على جهاز الفاميكوم بسلاسل مختلفة وأجزاء جديدة من سلسلة فاينل فانتسي حتى الوصول للجزء الثالث قبل الإنتقال لجهاز السوبر فاميكوم لاحقا وإستكمال القصة، الشركة كانت تعيش أياما رائعة على الصعيد التجاري و على صعيد صناعة الأسماء والعناوين الناجحة وأستمر ذلك لأجيال حتى بداية جيل البلايستيشن2 ومن هنا جاءت النكسة …….. حان الوقت الصراع للبقاء على قيد الحياة.

- الفصل الثاني من القصة: Enix تريد الإندماج “المحاولة الأولى”

كانت الأمور تسير بشكل ممتاز لشركة سكوير سوفت حتى بعد خروجها من مظلة شركة ننتندو والتوجه لدعم أجهزة سوني، إسم فاينل فانتسي كان قويا جدا بل كان يحدد الجهاز الذي يحقق النجاح في اليابان ومع إنفجار إسم السلسلة بالأسواق الغربية أيضا مع نجاحات لعبة فاينل فانتسي7 بات واضحا أن لاشئ يمكن أن يقف بوجه سكوير سوفت حينها وأستمر ذلك حتى نهاية جيل البلايستيشن الأول مع العديد من الإصدارات و النجاحات الكبيرة للشركة.

دراجون كويست وشعبية ضخمة في اليابان

الشركة العملاقة اليابانية الأخرى في اليابان Enix كانت بدورها تسيطر على الأجواء في اليابان مع النجاحات الكبيرة لسلسلة دراجون كويست بكونها أقوى عنوان بالأسواق اليابانية بتلك الفترة التي شهدت سيطرة لألعاب الار بي جي على سوق الألعاب بشكل كبير ولكن الشركة كانت تعاني من مشكلتين رئيسية، إحداها كنت بعدم إمتلاكها لكافة حقوق عناوينها حيث تتشارك مع جهات أخرى وأشخاص محددين بحقوق عناوينها، والمشكلة الثانية كانت بعدم تواجد أي نجاح تجاري لها بالأسواق الغربية ولذلك آرادت الشركة الإندماج مع سكوير سوفت.

Hisashi Suzuki “رئيس سكوير سوفت” حينها كان متخوفا من هذا القرار، نعم سكوير ستستفيد كثيرا من أموال شركة إينكس بهذا الإندماج ولكن هنالك بعض المشاكل، فرغم النجاح داخل اليابان ولكن بالغرب ستتكفل سكوير بالعمل كاملا لجعل إسم اينكس أكثر شهرة بكونها تحقق النجاح سابقا بهذا السوق، أيضا بحسب قيمة أسهم الشركتين فشركة اينكس سيكون لها اليد العليا بهذا الإندماج من حيث الملكية لأسهم الشركة الجديدة وهذا مالم يشجع سكوير لإتخاذ هذه الخطوة قبل بداية عهد البلايستيشن2.

مستقبل الشركة أم .... نهايتها!

أخيرا هنالك معضلة أخيرة بهذا الإندماج، Masashi Miyamoto مؤسس شركة سكوير لم يكن يريد خوض هذه التجربة مع دخول شركته لمرحلة جديدة بإفتتاح إستديو Square Pictures بجزيرة هاواي الذي سيبدأ معه مرحلة جديدة مع الشركة بالتوجه لدعم الأفلام السينمائية أيضا بعد الإتفاق مع شركة Columbia Pictures لجلب أشهر عنوان بعالم الالعاب الفيديو حينها “فاينل فانتسي” للشاشة الكبيرة بفيلم سينمائي خاص، وكانت هذه البداية فقط حيث رغبة الشركة بالتوجه بشكل أكبر بهذا المجال ووضعت الكثير من الآمال بدعم هذا المشروع بشكل ضخم جدا، ولهذه الأسباب لم يتم الإتفاق على إندماج سكوير اينكس الأول و تم تأجيل طرح الموضوع لوقت لاحق مع إستمرار المفاوضات بين الطرفين.

- الفصل الثالث من القصة: وقعت الكارثة! وحان وقت الإندماج

بعد 4 سنوات من العمل أخيرا أصبح الفيلم السينمائي الأول من إستديوهات سكوير سوفت جاهزا، العنوان هوFinal Fantasy: The Spirits Within وموعد الإصدار بشاشة السينما كان بالعام 2001، ساكاقوتشي و رئيس سكوير سوفت حينها Hisashi Suzuki راهنوا كثيرا على نجاح العمل، الفيلم كان أول فيلم يخرجه “ساكاقوتشي” بنفسه وآراد من خلاله الإنتقال بسلسلة فاينل فانتسي لبعد جديد بالكامل ولكن مالم يكن يدركه ساكاقوتشي بكونه من سيكتب النهاية لتاريخه مع الشركة التي ساهم بشكل فعال بنجاحها.

حتى ماقبل صدور الفيلم و الإعلام يتسائل كيف سيعوض هذا العمل المصاريف المهولة التي تم صرفها عليه بتلك الفترة، فتكلفة الفيلم قاربت حاجز الـ150 مليون دولار ووضعت شركة سكوير سوفت حملا ثقيلا جدا لتسويق هذا الفيلم والنتيجة كانت كارثية، الفيلم فشل بشكل ذريع بشاشة العرض وهنا دخلت سكوير سوفت بكارثة تجارية كبرى مع الإعلان عن خسائر مالية متجاوزة حاجز الـ150 مليون دولار بنتائج السنة المالية.

مشروع ضخم كلف الكثير

مازاد الطين بله أن الشركة حينها قد بدأت مشروع الـPlay Online وهي شبكة ضخمة للعب على الشبكة صرفت عليها الشركة مئات الملايين للتأسيس ومع فشل الفيلم السينمائي سقطت أسهم سكوير كثيرا وباتت الشركة تبحث عن منقذ، التوجه الأول كان لشركة سوني التي ساعدت شريكها الإستراتجي فعلا بشراء نسبة من أسهم الشركة تصل لـ18،6% من إجمالي الأسهم ولكن ذلك لم يكن كافيا.

نتائج فيلم الفيلم السينمائي ألقت بظلالها على الشركة بشكل كبير، يجب أن يتحمل أحدا مسؤلية هذا الفشل، أصابع الإتهام كانت توجه نحو “ساكاقوتشي” و رئيس الشركة Suzuki، للأسف ساكاقوتشي لم يجد مفرا من هذه الأزمة سوى تقديم إستقالته من منصبه كنائب رئيس للشركة بشكل رسمي بشهر فبراير من العام 2001 قبل أن يودعها تماما بوقت لاحق، Suzuki قام بخفض راتبه للنصف بسبب تلك النتائج الكارثية للشركة.

الفشل الذريع للفيلم أيضا أوقف عملية التفاوض بالكامل على مشروع الإندماج مع اينكس التي أدركت أن الإندماج حاليا يعني مشاركة سكوير سوفت بخسائرها الضخمة، حينها ظهر دور Yoichi Wada.

حان وقت الإتفاق

الإسم الشهير والذي قاد شركة سكوير اينكس لسنوات كان للتو قد تم تعيينه بمنصب مخرج إداري بالعام 2000 بشركة سكوير سوفت، ومع فشل الفيلم السينمائي تقدم وادا بمقترح الإندماج مع اينكس مجددا وقيادته للدفه بخطة محكمة، إينكس كانت سعيدة بعمل وادا و سكوير الجريحة وجدت ضالتها بهذا الإندماج بعد خروج Suzuki من قيادة إدارة الشركة وتسليمها لـYoichi Wada وبالعام 2003 بعد عامين من فشل الفيلم وكارثة الشركة التجارية تم الإعلان رسميا عن الإندماج بتاريخ 1 ابريل 2003.

بموجب هذا الإندماج باتت “إينكس” هي صاحبة القيمة الأعلى فتم موازنة سهم سكوير الواحد إلى ,85 من قيمة سهم اينكس الواحد، وتم تعيين Yoichi Wada رئيس سكوير سوفت حينها كرئيس للشركة الجديدة و Keiji Honda رئيس اينكس حينها كنائب للرئيس مع إمتلاك Yasuhiro Fukushima مالك شركة “إينكس” على النصيب الأكبر من أسهم الشركة الجديدة، ومع هذه الخطوة تم نقل مقر الشركة الجديد إلى ضاحية Shibuya بالعاصمة اليابانية طوكيو.

Hironobu Sakaguchi من خلال حديثه بالعام 2001 حول توجه سكوير سوفت لتصبح شركة “فاينل فانتسي” بشكل أكبر فكان الرد على هذا السؤال بقوله:

الإبتعاد عن هذا الأمر كان واحدا من الخطط الرئيسية لشركة سكوير منذ سنوات طويلة، هدفنا لطالما كان تطوير عدد من الألعاب القوية بعناوين مختلفة، هذا الشئ كان بمخيلتنا دائما.

إذا هنا ننهي رحلتنا التاريخية مع قصة “سقوط شركة سكوير سوفت”، الشركة التي قدمت لنا روائع العاب الار بي جي بتاريخ هذه الصناعة تغيرت كثيرا عبر السنوات بسبب مشاكلها التجارية التي تعاني منها حتى الأن، فلكم أن تتخيلوا أن قيمة سهم الشركة الأن بات أقل من قيمة سهم سكوير وحدها أو أينكس وحدها بفترتهم الذهبية، قد يتفق البعض مع هذا الإندماج وقد يختلف معه البعض ولكن بالنسبة لنا كلاعبين فسكوير اينكس بدون شك ليست سكوير سوفت ولا تقرب منها.