بحث

تابعونا من خلال شبكات التواصل الاجتماعى

Sunday, March 16, 2014

انقاذ جهاز “العائلة” سوق الألعاب من السقوط

رغم تواجد الكثير من محبي الألعاب بوقتنا الحالي ولكن الغالبية منهم يفتقدون لمعرفة أشياء تاريخية كان لها الأثر الأكبر لرقي هذه الصناعة وتطورها حتى وصلت إلى ماوصلت إليه بوقتنا الحاضر، فقرة “قصة من تاريخ الألعاب” نركز فيها على تلك اللحظات التي قد لايعرفها الكثيرون ولكنها غيرت مسار كل شئ أتى بعدها، اليوم سنتحدث عن قصة الإنهيار الشهير لسوق الألعاب الفيديو وكيف أنقذ جهاز الـFamicom أو العائلة من شركة ننتندو سوق الألعاب من جديد، إذا لنبدأ الحديث من البداية:
الفصل الأول من القصة: الإنهيار الشهير لسوق الألعاب
منذ بداية إنتشار العاب الفيديو لم يرى المحللون لهذا السوق إستمرارية طويلة، فالكثيرون وصفوه بمجرد نجاح مرحلة أو بكلمة Fad ولم يتخيلوا بيوما من الأيام أن يتحول سوق العاب الفيديو لأكبر سوق ترفيه متفوقا على هوليود و صناعة الأفلام والموسيقى وغيرها من وسائل الترفيه الشهيرة، في الحقيقة نظريتهم حول فشل سوق الألعاب الفيديو وإنهياره كادت أن تتحقق فعلا بيوم من الأيام، هنا يجب أن نروي القصة فمن يجهل التاريخ لا أمل له بالمستقبل.
الإنهيار الضخم لسوق العاب الفيديو أو كما أطلق عليه في اليابان إسم Atari shock بدأت ملامحه تظهر على السطح بالعام 1983، بتلك الفترة كان حجم سوق الألعاب يصل إلى 3،2 بليون دولار أمريكي وتخيلوا أن الرقم وصل إلى 100 مليون دولار أمريكي فقط بحلول العام 1985، يعني ذلك أن سوق الألعاب خسر مانسبته 97% من إجمالي دخله خلال سنتين فقط! الأرقام كانت مرعبة جدا وشهدت تلك الفترة إعلان الشركات الإفلاس تباعاً بشكل سريع جدا وبالنهاية جاء إنهيار السوق ككل و كان خلف ذلك الكثير من العوامل التي سنستعرضها لكم:
800px-Atari-2600-Wood-4Sw-Set
جهاز الاتاري 2600
عدد الأجهزة المهولة بسوق الألعاب
يشتكي بعض اللاعبون حاليا بأن تواجد ثلاث أجهزة بنفس الوقت يعد حملا كبيرا على اللاعبين، فلكم الأن أن تتخيلوا أن سوق الألعاب بتلك الفترة وتحديدا مابين الأعوام 18983-1985 قد صدر فيه أكثر من 12 جهاز منزلي بنفس الوقت! نعم تخيلوا تواجد 12 جهاز بالسوق لكل منها العابه الخاصه وعلى اللاعب أن يختار فيما بينها! فعلى سبيل المثال لا الحصر شركة اتاري قامت بطرح ثلاث أجهزة منزلية خلال تلك الفترة وهي Atari 2600 و Atari 5200 واخيرا جهاز Atari 7800! ومازاد الطين بله أن الكل كان يستطيع فعل مايريد، لم يكن هنالك حقوق لتطوير الألعاب لهذه الأجهزة فكل شخص كان بإمكانه أن يصدر أي لعبة يريدها على أي جهاز يريده، والشركات نفسها فقدت السيطرة تماما على حقوق هذه الأجهزة فباتت المتاجر تختار ماتبيعه ومالا تبيعه منها ووصل السوق لحد الفوضى التامة.
Apple-II
جهاز Apple II
بداية نهضة صناعة الحاسبات الشخصية
إن لم يكن سوق الألعاب مكتظا بالشكل الكافي فصناعة الإلكترونيات بدأت تتجه للتطور للإستفادة من إستخدام أجهزة الحاسب للإستخدام الشخصي بدلا من حصرها على الشركات فقط، أجهزة مثل الـ Altair 8800 و Apple I كانت بدايتها ضعيفة نوعا ما ولكنها تطورت بشكل سريع جدا حتى بدأت تتحول لجزء من حياة الناس ووسيلة ذات تأثير كبيرة على تواصل الإنسان بالتقنية في ظل ماتقدمه للأشخاص من خدمات كثيرة مقارنة بأجهزة العاب محدودة.
ET-Atari-640x413
واحدة من أسوء الألعاب بالتاريخ
- الألعاب السيئة تغزو السوق
في نهاية الأمر وحتى مع تواجد كمية كبيرة من الأجهزة بسوق الألعاب فهنالك عنصر رئيسي خلف نجاح أي جهاز، أنها الألعاب، فاللاعبين لديهم القدرة على إختيار الجهاز الأفضل بناء على مكتبة العابه، للأسف الشديد بتلك الفترة أصبحت كل الألعاب سيئة، حتى بات اللاعب يختار اللعبة الأقل سوء ليلعب بها! حتى الألعاب التي كانت تحقق نجاحات على أجهزة الاركيد فشلت بشكل كبير عند نقلها للأجهزة المنزلية لأن الغالبية منها كانت أجهزة سيئة وذات قدرات ضعيفة جدا ونذكر قصة لعبة E.T الشهيرة من اتاري المبنية على الفيلم السينمائي الشهير وكيف قامت الشركة بتصنيع الملايين من النسخ ولم تبع شيئا منها فقامت بدفنها تحت التراب!
هذه مجرد مجموعة من الأسباب التي آدت إلى إنهيار سوق الألعاب الشهير بالفترة من 1983 إلى 1985، سوق أجهزة الاركيد كان على النقيض تماما يمر بمرحلة “ولادة” مع نجاحات كبيرة لإنتشار هذه الأجهزة بكل أماكن الترفيه ولما تقدمه من العاب مميزة مقارنة بالأجهزة المنزلية، سوق ألعاب الفيديو إحتاج للإنقاذ و المنقذ ……………….. وصل ..
famicom-and-nes
الفصل الثاني من القصة: جهاز العائلة منقذ سوق العاب الفيديو الحديثة!
قد تكون محباً لشركة ننتندو وقد تكون كارهاً لها ولكن هذا لن يغير حقائق التاريخ، فالشركة العريقة بصناعة العاب الفيديو ندين لها بالفضل لما وصل إليه سوق الألعاب بوقتنا الحاضر بعد رحلة طويلة جدا، وبكون الشركة تحتفل هذا العام بمرور 30 عاما منذ صدور جهاز العائلة فيجب أن نتحدث قليلا عن الجهاز “المنقذ” لصناعة العاب الفيديو.
مع الإنهيارات الكبيرة التي واجهت سوق العاب الفيديو كانت ننتندو حينها تبدأ الإستثمار بهذا المجال وتحديدا على صالات الاركيد بلعبة دونكي كونغ الأولى، اللعبة التي حققت النجاح فتحت أعين الشركة اليابانية على ضرورة التوجه لسوق أكبر ونتحدث هنا عن سوق الأجهزة المنزلية فمن الإستحالة أن نجد كابينة الاركيد بكل بيت و لكن من السهولة أن نصنع جهاز العاب منزلي يحقق النجاح بعد التعلم من تخبطات الأخرين.
الفكرة العبقرية الأولى التي وضعتها ننتندو حينها كانت بإعادة نظام التحكم بشكل كامل، فحينها لم يعرف اللاعبون بالأجهزة المنزلية سوى عصا التحكم أو مايطلق عليها بإسم Joystick كأسلوب للتحكم بالألعاب فقامت الشركة بإصدار جهاز التحكم الجديد بخاصية عصا التوجيه D Pad وتخيلوا منذ 30 عام وحتى يومنا الحاضر وهذا النظام مازال يستخدم بكل أجهزة الألعاب كعنصر رئيسي للتحكم، أيضا واحدة من الأشياء الأساسية التي وضعتها ننتندو بخطتها أن تقوم بمتابعة كل الإصدارات على جهازها من العاب شركات الطرف الثالث للتأكد بان المنتج جيد ولا تتكرر مأساة السوق العالمي وإنهياره.
07561893_0754597638865b8eb421440ef40f558ad013ba69d67b8f8c2
قائمة العاب رائعة غيرت كل شئ
هذه الخطوة جعلت اللاعبين يدركون أن هذا الجهاز مختلف تماما عن البقية، مع مجموعة من الألعاب المتميزة من ننتندو وشركات الطرف الثالث سرعان مانفجرت مبيعات الجهاز في اليابان وبينما الغرب يعانون من الإنهيار كانت اليابان قد فاقت من هذه الغيبوبة مع مبيعات جهاز الفاميكوم الضخمة جدا، بالعام 1985 وبعد النجاح الضخم في اليابان أطلقت ننتندو جهازها المنزلي بالأسواق الغربية بإسم Nintendo Entertainment System أو كما يعرف بالإختصار NES.
يلحظ الجميع بان التصميم مختلف تماما عن النسخة اليابانية من الجهاز حتى أن الألعاب نفسها لم تكون بأشرطة الكارتردح الإعتيادية وإنما بتصميم خاص أشبه ماتكون بالديسكات المستخدمة بأجهزة الحاسب الشخصي، السبب خلف ذلك كان بسيط جدا، ننتندو آرادت أن تميز جهازها مابين العشرات من الأجهزة السيئة التي تغزو الأسواق، فقامت بتصميم جهاز أبعد مايكون عن تصميم جهاز العاب وتوجهت لما هو ناجح حاليا بالأسواق “أجهزة الحاسب الشخصي” لتصميم شكل الجهاز وكذلك وسيلة التخزين للألعاب الكارتردج ومع قائمة العاب ممتازة حقق الجهاز نجاحا مرعبا بالأسواق الغربية ومع حلول العام 1988 عاد حجم سوق الألعاب إلى 2،3 بليون دولارمع إمتلاك ننتندو لنسبة 70% من إجمالي السوق.
04-01-02
Hiroshi Yamauchi رئيس شركة ننتندو حينها و المالك الأكبر لأسهم الشركة حتى يومنا الحاضر أطلق تصريحا شهيرا حينها عن سبب نجاح شركته بعد إنهيار السوق وفشل اتاري بقوله:
Atari إنهارت لأنها أعطت لشركات الطرف الثالث حرية أكثر من اللازم مما أغرق سوق الألعاب بمجموعة كبيرة من الألعاب السيئة
ومن هنا جاء مصطلح “Seal of Quality” من شركة ننتندو على كل الألعاب المتوفرة لأجهزتها بكون هذه اللعبة مرخصة من الشركة للإصدار وهو النظام المتبع من جميع الشركات حتى يومنا الحاضر، حسنا هنا ننهي الحديث عن قصة جهاز العائلة وكيف أنقذ صناعة الفيديو وحتى نلقاكم بقصة تاريخية جديدة نستودعكم الله.

No comments

جميع الحقوق محفوظة لــ مدينة الألعاب 2015 ©